الخميس، 8 يوليو 2010
ملاحظة :
(هاته أمور مقتبسة من حياتي الحقيقية , و هي صحيحة بالكامل , كنت أود نسيانها درجة تمزيقي لكل ورقة بمذكراتي تشير لحرف منها
لكن الذكرى مجرد ذكرى , حتى لو كانت بشعة )
كالثلج يسقط من سماء صحراء , في لحظة نهاية كل شيء , ك الأيام تسود و الليال تشع ,
في حين شققنا طريقنا نحو البرودة , حين كنا هناك ذاك اليوم , حين كنا نشتري الضحكة بالدمعة ,
و نستمع لحديث الليال الطويلة , و نشاطر أحلام الألوان مع بقعة ضوء مرسومة بالسماء أسميناه القمر ,
و نخبئ فتات السكر بألسنتنا , نهديها لكل بسمة تغادر شفاهنا ,كي تعانق أرشفة التاريخ البائسة ,
و نحلم بالمطر الدافئ الذي ننتظره , كي يحل ليغسل مدن الدماء في قلوب الناس ,
كان مسكننا زهرة كاميليا , تحجب الوحدة , تشاطرنا و السحب المكسورة أقاويل الكبار ,
في تلك المدينة المكسوة الرومانسية , و تجاعيد الحكمة و شيب التجارب ,عشنا كملوك كل ما يدرونه عن العالم جدران قصورهم ,
بينما ما يسري خارجه , قانون ملائكة , أعين يملأها الفضول , و قلب متشوق للحظة ,
أتت اللحظة , و فتح قفص الطفولة , ليخرج وليد يخطو خطوته الأولى في درب حياته ,
متطلعاَ لأمور كان يجهلها , متطلعاً للمس للتجريب للكض للجري , فكان أول ما يشده و يبهره , كثلة ماء عظيمة ,
ومازلت أذكرها كوخزات طفيفة في ذاكرتي ,
البحر صديقي و حبي و إدماني الأول , كنا نتهامس و رقرقات الشمس السنية , على رداءه المائي ,
كنت أحاول بكل مرة ألتقيه , أمشط غبار السفر عن وجهه , و أرسم تقاسيم ملامح الإعجاب و الإحترام على سفحه الذهبي ,
كان يسافر ليبكي لسبب لا أعلمه , فهو كثوم غامض بالرغم من قوله لي , [أني الوحيد من يفهمه] ,
و لكم أهداني من عقيق إلهام ,محفورة عليها كلماتي التي لم أستطع إخراجها لأني لم أجد الكلام الجميل حينها ,
مضت أيامي مع البحر , لم أنسها حقاً إنها دافئة ,
إلى يوم كنت أتخبط بين أصدافه و محاره , أسمي حصاه و أحجاره أسماءاً
لألمح هناك شيئان جميلان , يتئك أحدهما على الآخر , إنهما فتاتان بمثل سني العفوي ,
ينظران بعمق للبحر في ذهول و صمت , مررت بقربهما , كنافذات هما مضيئتان تبحثان عن سقف لهما في عثمة الجدائل ,
بينما يحل الغروب , و يجمع البحر أصدافه و ينثر نجومه في السماء للرحيل , فوقفت لأحييهما بطريقة البحر ,
و على دفتر الشمس الراحلة أبعث رسائل صامتة لعينهما , ننــظر لبعضنا البعـض , و كأننا ننتظر شيئاً سينزل من السماء كأبعاد ليل مبعثر ,
فجلست بقربهما أحاول لعب دور البالغ , هذا ليل شاحب غريب مبلل الخدين و الرداء ,
كفاكما جلوساً هنا فالليل و البحر و قطع السكر أعداء ,
فابتسمتا , إلي كمرفئ هما عيناهما أمطار من ضوء , و شموس دائخة , ترسم رحلتها للمطلق ,
فتجادبنا أطراف حديث طفولي لا أذكر تفاصيله , لكنه حلو إستمتعت به , شظايا ذكرى هي فقط ,
لتقفان تودان الذهاب , فأودعما , و مازلت بإنتظار أختي كي تأخذني , وما إن تأتي حتى تجدني قد فعلت فعلتي الروتينية ,
و دفنت قلبي بشاطئ البحر , كي تعيدني مرة أخرى , بحري الثمل بالأقاويل و الحكايات , و مراكبه الحبلى بالمغامرات و الروايات ,
أحارب لهفتي بينما دخاني يصنع في ذهني مشاهد لمسقبل جميل , عن أوقات جميلة ستحصل ,
كنت أحمل حباً لــكل ما هو موجود , و شيدت للحب الأنيق معبداً أدخله حين أجالس نفسي ,
لتمر الحياة , و يغير القدر الطلاء من قرمزي لأحمر بلون الدم , كان تغييراً كبيراً فما غمرني حب إحداهن كانت نفسها واحدة من أولائك الطفلتنان التي حادثهما عند الشاطئ من زمن يقارب السبع سنوات , حب غريب جداً , و مصادفة غريبة , و زمن طويل , و عقول صغيرة , كنت أحس أنها جزءٌ مني من جوي الماطر من سحابي , كأنما في لحمي ,
حفرت في أعصابي , أحل حقاً كانت جزءاً مني ,
لتأتي الظروف لأبوح لها عن سري الكبير بالرغم من صغر سني حينها , ( عرفت الحب بسن 13 ) فتقبله ففرحت و تابعت حبها و هو يتضاعف في قلبي , ليصبح عشقاً ثم هياماً و لو كان هناك شيء أرقى من الهيام لقلته , كنت مفتوناً بها بإختصار , و نتبادل الحب و نتشاطره على مائدة القمر ,
حقاً أسعدني ذلك فجعلت من قلبي مدينة معلقة لا يطالها الضجر , و لا يدخلها غيرها من البشر , صرت أكثب إسمها كل ليلة في سماء غرفتي , قبل أن أنام , لكم أمضينا من وقت جميل , و كم تبادلنا من كلام طاهر جليل , و لنا من العفاف رقيب تعبت في مراسه الأهواء ,
لتأتي ساعة كنت أعلم أنها ستأتي سأفارقها فيها لمدة , سأعود لبلدي لأن الدراسة توشك على البداية , و الدمع الحارق في عيني يأكلني , لم ينقطع لفراقها ليومين ,
و أنا أحسب الأيام , و لكم هي طويلة تلك الأيام , و لكم هي ثقيلة تلك الدموع في عيني , و لا أدري عن حالها أيضاً شيئاً هذا مازادني , حتى أتت لحظة العودة , فسأعود لعناقها ثانية من دون تجهم , و بفرح عارم , رحت أجري , لبيتها , بإنتظار خروجها , يا إلهي ها هي ,
’’إشتقت إشتقت إليك’’ , كان أول كلامي , و أنا من خلفها أمسك يدها , فإذا تقول أتركني , دعني , إنسني , يا له من كلام قاس ماذا ماذا تقولين , أتمزحين , إنك تمزحين .. و إبتسامة مرتجفة على شفتاي , أحــقاً هذا الكلام تعنين , و الدموع تخدلني , أرجوك لا , سوف إياي تقتلين ,
قالت أحب غيرك فاعذرني , ليس بيدي فاعذرني ..
آه لو كان الأمر بهذه السهولة , تلك لحظة أحسست أنها كابوس معثم , شلت بشاعتها الأضواء , كانت صدمة عظيمة مفاجئة , درجة أني بدأت أقرص نفسي لأستفيق , فالواقع إختلط بالكابوس ,
بينما أنا متسمر في مكاني لوقت لم أحسبه لكنه كان طويلاً جداً , لأراها ثانية تمر من هناك , و يمسك يدها شخص ما , ليحركني شيء لم يكن لي عليه سيطرة , كي أجري و أمسك به و أصفعها و أطرحه أرضاًَ و أضربه , يا إلهي تلك لحظة أبداً لم أنسها كنت أحس بالجنون يستقل عقلي , كأنها نهاية العالم , لينهض فيضربني ثم يضربني و أنا كالمشلول اشاهد ما يفعله , إني محطم جداً لدرجة مأساوية ,بينما هي تمشي مبتعدة تشاهدني من هنالك بالجانب الآخر من الطريق لعلها كانت تبكي ربما لا أعلم حقاً , و قفت بعد أن إنتهى مني لأنظر في الأرض و الطريق هناك و السيارات تمر بسرعة البرق , و أتوجه نحوها ببطئ ببطئ , و أسمع أصوات من خلفي تنادي إسمي مرة تلو أخرى مرة تلو أخرى , و بصوت صارخ , لم أكثرت للسيارات كان همي أن أصل إلى من أحببتها و أكلمها و أحاول رجاءها ,
لأدخل الطريق فتصدمني سيارة افقدتني وعيي , تمنيت بعد إستيقاظي لو كنت مت , إستيقظت و الكدمات ترتديني , و يا ليت الكدمات كانت الشيء الوحيد الذي يؤلمني فما كان بداخلي أمرٌ أشد و أشد قسوة بكثير , و الدنيا سوداء سوداء , فأدخل غرفتي لأمكث هناك لوقت طويل لعله كان شهراً أو أكثر , لم أدري عن العالم شيئاً حين ذاك , فكل ما أفكر فيه هو من أحببت قد حطمني , لألعن الحب , و أكره كل فتيات العالم , و أمقت الحياة و الناس , و كل شيء , لأدخل دوامة عزلة قد تكون أبدية لا محالة , تراجعت في الدراسة بعد تفوقي صارت عيشتي عيشة طيف يجول , تحولت في نظر الجميع , فصرت في نظرهم معقداً مجنوناً , إرهابياً حتى ,أذنبي أني أحببت؟ , عيشتي مقتصرة على الكآبة و العزلة , و الأغاني الصاخبة , و اللون الأسود , و الليل حتى أني صرت أكره كل شيء له علاقة بالضوء , يالتغيير , كيف كنت و كيف أصبحت ,
كطير ضائع بين أحشاء المطر لعقود
يــتبع ..
الاثنين، 5 يوليو 2010
يا أنت فكي وثاقي ,
حرريني من اصفاد أشواقي ,
إني غارق إسحبيني ,
في حبري الأسود و أوراقي ,
في عثمة الليال امشي ,
مكسورة فيها خطواتي ,
و لليال صبح كئيب ,
يتأرجح بين حزني و مأساتي ,
أبعد أن ملكت نفسي ,
يشبع الحزن كلماتي ,
و يتآمر من خلف ظهري ,
الشوق و الموت على عناقي ,
أيــن أنــت يـــآ أنــت كي تقصي ,
حكاية دمعتي المتصلبة بأحداقي ,
يآ أنت فكي أترجاك وثاقي ,
حتى الأرض تصرخ مني ,
كفاك دغدغة يا ساكن أنفاقي ,
كومة لحم تثقلني ,
و روح مسلوبة عن نطاقي ,
يا من أتلفه الحب ,
وَيحكَ ستشتري فراقي ,
أنت يا ارض ألم تضجري ,
من دَمْعِ مدنسٍ من كَذِبِي مِنْ نِفَاقِي ,
و زلازلك في قلبي ترقص ,
كي أخسر ضد الجنون سباقي ,
عطشي لعيناها معذب ,
عطشان أنا أفيك يا أرض من ساقي ؟ ,
عطشي أنا قاتل ,
يكاد يلف ساقي بساقي ,
هالة روحي لها أهديتها ,
و أنت يا أرض لك الباقي ,
أحبها أحبها أحبهـــآ ,
تصفع الكلمة لب أعماقي ,
أحبها أحبها أحبهـــآ ,
أحبها و صورتها و إسمها ,
في عقلي صاروا صحبي و رفاقي ,
I LUV U H